مازكان تيفي :
تعيش مدينة الجديدة منذ سنوات على وقع فوضى متنامية يقودها ما يُعرف بـ “أصحاب السويرتات”، وهم وسطاء عشوائيون يحتلون الفضاء العام ويعرضون خدمات كراء المنازل دون أي صفة قانونية، الأمر الذي خلق سوقًا موازية لا تخضع لأي مراقبة، وتحوّلت إلى مصدر استغلال للمواطنين وتشويه لصورة المدينة.
وتظهر هذه الفوضى بشكل جليّ في محيط المحطة الطرقية، حيث تصطف مجموعات من هؤلاء الوسطاء في انتظار السيارات القادمة من خارج المدينة. وبمجرد توقف أي مركبة، يهرع نحوها عدد من الأشخاص يحملون مفاتيح في أيديهم، يلوّحون بها في الهواء ويُحاصرون السائق بإلحاح شديد، في محاولة لجرّه إلى منازل للكراء، أغلبها لا يستوفي أدنى شروط السكن اللائق.
هذا المشهد اليومي أصبح جزءًا من تفاصيل المدينة، مشهد لا يحمل سوى الانطباع السيئ لزوّارها، ويفضح حالة الارتباك التي يعرفها قطاع الكراء غير المنظم. فالوسيط العشوائي يتحكم في المعلومة وفي الولوج إلى المنازل، ويُمارس نشاطه خارج القانون، بينما يدفع المواطن الثمن مضاعفًا: عمولات مرتفعة، وسكن غير مناسب، وغياب أي ضمانات
لا يقتصر تأثير “أصحاب السويرتات” على الشارع فقط، بل يمتد إلى داخل العمارات السكنية التي تتحول ليلاً إلى مسرح للفوضى، بسبب كراء شقق بطريقة عشوائية لأشخاص لا يعرفهم أحد، وفي غياب أي احترام لقانون العمارة أو راحة السكان.
لم تتوقف الفوضى عند حدود الإزعاج الليلي فقط، بل كشفت شهادات سكان عمارة سكنية بالجديدة عن معطيات أخطر تتعلق بكراء بعض الشقق بالساعة، في ظاهرة غريبة عن الأحياء السكنية وتهدد سمعة العمارات وراحة العائلات.
هذا النوع من الكراء السريع، الذي يتم بعيدًا عن أي إطار قانوني، ساهم في تحويل بعض الشقق إلى فضاءات يُثار حولها الكثير من الشبهات، وخلق توترًا دائمًا بين السكان الذين فقدوا الإحساس بالأمن داخل عمارتهم.
في ظل هذها الانفلات يطالب سكان مدينة الجديدة بالحد من فوضى أصحاب السويرتات بالتدخل عاجل وصارم للسلطات ووضع حد نهائي للعشوائية و إعادة الاعتبار للمدينة الجديدة لاتها تستحق ماهو افضل .
